احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الامير ياقوت وتفاحة المجانين ٦


كانت بيضته كبيرة بحجم كرة السلة ، لونها أصفر ومبقع بمربعات سوداء .. نظرنا اليها وقد أخذتنا الدهشة من حجمها ولونها واستحالة وجودها ، تبسم الديك ووضعها تحت جنحه وانسل الى الغابة وهو يتقافز بفرح .
لحقناه وقطعنا عليه الطريق .
قلت - يا سيدي الديك ذو العرف التاجي واللون العاجي ، فعلنا مافعلناه من أجل بيضتك الكريمة ، تحملنا المخاطر والحروب ، خلطنا الاعشاب وطحنا البطنج من أجل أن تبيض ؟
قال الديك - شكراً لكم يا أصدقائي لن أنسى فضلكم ، فسلالتنا تبحث منذ زمن طويل عن بيضة كهذه من أجل أن تثبت لوحوش الغابة أن الديك يبيض أيضاً .
قالت وصال - انها بيضتنا ، فأنا لا أصدق أن الديك يبيض .
قال قرندح - الم أقل لك انه يبيض .
قلت - البيضة بيضتنا ؟
قال الديك - انا من باضها ، البيضة بيضتي .
أخذنا بخناق بعض ، أمسك قرندح برجليه ووصال بجناحيه وأنا خطفت البيضة .
صرخ الديك - يا وحوش .. يا وحوش هؤلاء سرقوا بيضتي .
أخرج قرندح من عبه دجاجة السمان ودفعها للديك كهدية .
تمعن بها الديك قليلاً ، دار حولها نقرها بصدرها وبمؤخرتها ومنقارها ، ثم وضعها خلفه بأعتبارها أصبحت من ممتلكاته وزعق .
البيضة بيضتي !
قالت وصال - أعطيناك السمانة مكانها وأنت قبلت .
جاء الحارس حمدان يركض وقال - ما المشكلة ؟
قال الديك - أخذوا مني بيضتي الفريدة وأعطوني هذه الدجاجة الهزيلة .
قال حمدان - انها دجاجة جميلة وبياضة وربة بيت ، وسأعطيك أنا سلة تفاح أيضاً وسأبني لك قناً جميلا ً وأنا متأكد بأنك ستبيض غيرها .
أجاب الديك - لا أريد أن أبيض غيرها ، مؤخرتي تؤلمني .
قالت وصال - ستعتاد على الامر ، ربما سيعجبك .
قال الديك - سأشكوكم عند الامير ياقوت .
رفع صوته - ياقوت يا أمير البحر ، انجدني يا سيدي ؟
سمع الامير ياقوت صراخ الديك ، فتح نافذة القصر وحينما رآنا وعرف الحكاية جن جنونه وقال 
- امسكوهم .. امسكوهم ، أرموهم بالمتاهة ثانية ، أجلبوا لي البيضة سالمة ؟
تحركت جيوشه وسفنه وأساطيله ومنجنيقاته وفرسانه .
هربنا ، ركضنا وحمدان الحارس يسابقنا والديك يلاحقنا والمدافع ترشقنا ، ولولا الغابة وأشجارها الكثيفة لمتنا حتماً ، لكن ببركات آلهتنا ( قيق وبيق ) وبمعرفة حمدان بالمكان أستطعنا النجاة حتى وصلنا الى شجرة التفاح السحرية .
كانت الشجرة عظيمة الحجم وعالية جداً ومليئة بالتفاح وجذعها أملس من الصعب تسلقه .
قال حمدان - أنا الوحيد الذي يعرف التفاحة المطلوبة ، عليكم بمساعدتي ؟
لم نكن ندري كيف نساعده ، فالشجرة عالية والجذع أملس .
أشهر قرندح فأسه وأراد قطع الشجرة ، فأمسكنا به ومنعناه فقطع شجرة سحرية مثل تلك سيجلب اللعنة .
قالت وصال - انا أستطيع الطيران ، صفها لي يا عم وسأجلبها ؟
قال حمدان - انها لا توصف . تحتاج الى معرفة .
قلت - ما العمل الان ؟
قالوا - لا ندري ، سنقطع الشجرة ؟
قال قرندح - سأنفخ بالناي السحري .
قالت وصال - لا تفعل . الشجرة أخبرتنا أن لا نستخدمه كثيراً ، سيعطب .
نفخ قرندح بالناي فخرج منه زيت مخفف ، دهنا به أبطي حمدان فطار بقدرة ذلك الزيت العجيب صعد الى قمة الشجرة وعاد بالتفاحة المطلوبة .
كسرنا قشرة البيضة من الاعلى وأدخلنا بها التفاحة فسمعنا قرقرة عنيفة وخرج منها بخار .
قال حمدان - بدأت الخلطة تعمل .
شكرناه وقبلنا يديه ورجليه وأعطيناه الناي السحري مقابل خدماته ودهنا آباطنا بالزيت العجيب فطرنا ، حلقنا بالفضاء أنا وقرندح ووصال والبيضة التي بداخلها التفاحة .
رأينا الديك في الغابة يتقدم الجيوش العظيمة وهو يسب ويشتم ، رأينا الامير ياقوت يفتل شاربيه ويفكر كيف أفلتنا من المتاهة العصية ، رأينا الثور محفوظ مع خطيبته يتبادلان الغرام ، ضحكت وصال وأخفت عينيها بأصابعها كعادة الفتيات ، لكنها أبقت أصابعها مفرودة لترى قليلا ما يفعله الثور مع جاموسته ولترى الطريق الى كوخ العم ( مندي ) .
طرنا لايام ولليالي وكنا كلما نشف الزيت العجيب من تحت آباطنا ننزل وندهنا ثانية حتى وصلنا كوخ العم فوجدنا ما يزال يحرك الخليط .
قال - هل حصلتم على تفاحة المجانين ؟
- نعم انها معنا .
- حسناً فعلتم ، الخليط مازال دافئاً .
أخرجنا التفاحة من البيضة والقيناها بالقدر ، فتحول الخليط الى ذرات ذهب ، أخذنا من الخليط زنة باوند وشكرنا العم ( مندي ) وقبلنا يديه وقدميه .
قلت - بودي يا عم أن أقدم لك هدية ، لكن لم يبق لدينا سوى هذا القمقم وبداخله العفريت العيدروس .
قال العم - لا حاجة لي بالعفاريت ، لا حاجة لي بالعيدروس .
رميت القمقم بالخليط لاتخلص منه ، بقبق الخليط وهاج وماج وانقذف منه الى الخارج قوري شاي وطشت وابريق وبطانية جديدة التحف بها العم وبدا السرور واضحاً عليه .
قال قرندح وهو يدفع وصال من ظهرها ناحيته - خذها هدية مني لك .
تعاركت وصال مع قرندح . تبسم العم ولوح لنا مودعاً ونحن نطير باتجاه بلاد ( البهبهان ) .
بعد طيران شاق وطويل وصلنا الى قصر البهبهان ، استقبلنا الوزير الخطير جعفر وأخذ مني المسحوق السحري وقال وهو يقهقه .
- الملك البهبهان يريد منك أيضاً أن تجلب له ( قرط ) رأس الغول ؟
ارتجفت وخفت وخارت قواي وقلت - يا سيدي أنت ترميني بالتهلكة .
قال وهو يبتعد - انها أوامر الملك البهبهان .

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق