احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الفاكهة المحرمة


كنا نعيش في المدينة ، كانت بيوتنا صغيرة ومتلاصقة السطوح ، كنا كأسماك السردين نصطف بأنتظام حينما ننام حتى يكفينا المكان ، نأكل سوية ، نشكل دوائر حول صواني الطعام ، الاولاد يأكلون في صينية واحدة والبنات يأكلن من صينية أخرى ، كان كل شيء طيب المذاق والحياة رخية وسهلة ، لكوننا بلا متطلبات كثيرة ، تعودنا أن لا نطلب شيئاً ، لا نغامر ونسأل عن ماهية التفاح وشكله وطعمه ، أقنعنا أهلنا بأن التفاح هو طعام ( السيد ) وأهله ، من حقهم وحدهم أكل التفاح ، الفاكهة الاخرى كالبرتقال والنارنج والخوخ فنحن نسمع بها من جدتي لامي ، هي من تقص علينا أخبار الفاكهة وعجائب وغرائب الطعام ، لكونها عاشت كثيراً ورأت كثيراً ، حينما تريد أن تصف لنا الرمانة تخرج ثديها الايسر وترينا اياه على اعتبار انه يشبه الرمانة ، وحينما تريد أن تصف لنا العنب ، تظهر دماملها وثآليلها السوداء والصفراء وتقول العنب مثل هذا ، أما اذا أرادت أن تصف لنا الخوخ ، نصرخ جميعاً بوجهها مطالبينها أن لا ترينا تلك الفاكهة المحرمة ، فنحن بغنى عن رؤية تلك الخوخة التي بين فخذيها .
كان لدينا ابن عم اسمه ( راهي ) شاب ضخم البنية وقوي وطويل كالنخلة ، كثير الاسفار والمغامرات والمشاكل ، تربى بالريف على شرب لبن الابقار وأكل ما يخرج من الارض من ثمار وبقول وأعشاب ، نشأ حراً طليقاً لا يعرف النقود ولا البيع والشراء ، يعتقد أن كل ما موجود في الاسواق هبة من الله لكل البشر ، وأن لا أحد ينام دون عشاء . فهو يحل ضيفاً على أي بيت يصادفه في الطريق ، يدخل دون أن يطرق الباب ويزعق .
- هل عندكم عشاء ؟
مظهره الريفي الساذج وبنيته القوية وملابسه البسيطة ، تجعل الناس تتقبله ، أما اشفاقاً عليه لكونه ساذجاً ، أو خوفاً من جسده الضخم وعضلاته الصلبة .
بعد رحلة طويلة استمرت لسنوات من قريته الى المدينة حيث نعيش ، وبعد تجوال طويل في القرى والاهوار والمدن الاخرى ، واكتسابه معارف كثيرة وخطيرة ، وصل ( راهي ) الى بيتنا ودخل كالعادة دون أن يطرق الباب .
وزعق - هل لديكم عشاء ؟
كنا في تلك اللحظات نتحلق حول جدتي ، وهي تحاول جاهدة شرح معنى ( الطرنج ) لنا ، سمعنا بتلك الفاكهة الغريبة من فم تاجر بصري ، فهرعنا لجدتنا الحكيمة .
كورت الجدة كفها وفرّتها بالهواء وقالت - الطرنجة الواحدة بهذا الحجم .
قال راهي وهو ينتصب عند الباب - ليس صحيحاً ، أنا أعرف ما هو الطرنج ؟
التفتنا جميعاً ناحية الصوت العظيم الذي خرج من ذلك الشخص القوي ، وقد الجمت الدهشة أفواهنا من سعة معرفته وضخامة جسده .
تبسم لنا بطيبة متناهية وقال - راهي ، ابن عمكم راهي ؟
عبر النهر وفي الجانب الاخر من المدينة يقع بيت ( السيد ) ، وهو بيت أشبه بالقصر الحصين تحيط به حديقة كبيرة جداً ، مساحتها عدة فدادين فيها كل أنواع الفاكهة المحرمة ، تفاح وخوخ ورمان وعنب وطرنج ، فاكهة كثيرة تكفي لاشباع بطون أطفال المدينة واشباع فضولهم ومعرفتهم أيضاً ، لكن لم تخرج من تلك الحديقة تفاحة أو ليمونة واحدة .
- فاكهة السيد حرام .. اياكم وفاكهة السيد ، فاكهة السيد جهنم !
لذلك لم يفكر واحد من الاولاد بالسطو على بستان السيد وتذوق فاكهته .
جلس ( راهي ) وسطنا ، وضع يديه في حجره وهو يوزع علينا حبه وطيبته المفرطة ومعارفه المذهلة .
قال - الطرنج يشبه البرتقال ، بين ( العلاّفي ) والنارنج .
صرخنا بصوت واحد - علاّفي ، نارنج ، هل أكلت من تلك الاشياء ؟
قال - بالطبع ، انها تنمو بالبساتين .
قالت جدتي وهي تكشف عن سرتها وترسم عليها دائرة باصبعها - العلافي مدور ك ( سرتي ) .
قال راهي - بعض من تلك الفاكهة تكبر حتى تصبح بحجم الرقية .
قلنا - ماهي الرقية ؟
رفعت جدتنا ثوبها الى أعلى وكشفت عن فخذها - الرقية كبيرة وملساء كفخذي .
نمنا الى جانب ابن عمنا راهي ونحن نشمم رائحة الفاكهة المجهولة التي أكلها .
في الصباح استيقظنا على جلبة وضحكات ، فتحنا أعيننا على سلة مليئة بالفاكهة وبقربها يجلس راهي يقشر البرتقال والطرنج ويضعه بفم فتاة رائعة الجمال تلتصق به .
التفتنا ناحية الجدة متسائلين .
بحثت الجدة عن شيء تقوله ، تلكأت وتمتمت ببضع كلمات ثم قالت .
- يا راهي .. من البنت ؟
أجاب راهي - انها ( بديعة ) ابنة السيد . اتت معي حينما كنت أجمع لكم الفاكهة من بستانه .
أجابت وقد ارتسم الذعر على وجهها .
- فاكهة ( السيد ) وابنته !
قفزت الجدة من مكانها وأخذت تصرخ بفزع وتدق على رأسها بيديها وهي تزعق .
دخيلك يا سيد .. دخيلك ؟
،قال راهي - عنده سبع بنات غيرها ، وفي بستانه ليمون وفراولة وبرقوق وموز وتين 
صرخنا - موز وتين . ما هو الموز وما التين ؟
توقفت الجدة عن الركض وأمسكت بي وخلعت لباسي وأشارت الى عضوي الصغير وقالت .
- الموز يشبه هذا .
أجاب راهي - ليس صحيحاً ، بعض الموز ينمو ويطول حتى يصبح بحجم هذا .
رفع دشداشته الى أعلى وأخرج عضوه الرهيب .
صرخت جدتي - دخيل السيد .
تأوهت ( بديعة ) وطفرت الدموع من عينيها وقالت .
- بعض التين ينمو ويصبح كهذا .
ضربت بكفها على ما بين فخذيها .
حملها راهي وخرج يركض بها باتجاه قريته .
أما نحن الاطفال السذج الجائعين فقد عرفنا أن الفاكهة الحقيقية تنمو في البساتين وليست تحت ثياب جدتنا وثيابنا .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق