احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

خبير الاجبان


أراها كل يوم ، في الصباح تخرج بوجه ملائكي وابتسامة مشرقة تملء الحي بأكمله ، تلون الشجر والحجر ، تعود في العاشرة بوجه ذهبي وابتسامة خفيفة ، في الثانية عشر تخرج بوجه أبيض ، بعد ساعة تصبح برونزية ثم حمراء ثم سمراء ثم صفراء ، ينتابني العجب فأتذكر تلك المقولة التي ترددها أمهاتنا ( للبنت سبعة وجوه ) .
أحييها دائماً كلما دخلت للسوپر ماركت الذي أعمل به وأهرع لمساعدتها سواء كانت شقراء أم حمراء ، فللبنات سبعة وجوه ، بعض الاحيان أجدها أكثر امتلاءاً وبعض الاحيان أنحف مما أتصور ، لكنها تبقى الجميلة ( سارة ) . 
- هاي ساره ؟
ترتبك قليلاً وتتلفت من حولها ثم تستدرك وترد - هاي .
كصياد غير محترف جربت أن أرمي بواحدة من شباكي ، أخترت أن أحادثها حينما تأتي بوجه أسمر ، ظننت أنه أقرب الي من الاحمر والاشقر ، هيأت نفسي جيداً .. دخلت ( ساره ) السمراء وهي تكشف عن ذراعيها وجزء من صدرها ، تركت عملي وهرولت وراءها محاولاً مساعدتها والتقرب منها ، وقفت بالقرب من ثلاجة الاجبان ، أخذت تتمعن بها لوقت طويل ، تقلبهاثم تعيدها لمكانها ، الخيارات كثيرة ومتعددة حتى خبير الاجبان يرتبك أمامها ، وقفت الى جانبها بأعتباري خبير أجبان وقلت - هاي ساره ؟
تلفتت من حولها وردت - هاي .
انحنت على قطعة جبن صلبة مغلفة بالشمع ووضعتها بسلتها .
قلت - انها جبنة ماعز ؟
برطمت سارة شفتيها وأعادتها لمكانها .. تناولت قطعة أخرى ووضعتها بسلتها .
انبريت لها - انها جبنة نعاج ؟
مطت شفتيها باشمئزاز وأعادتها لمكانها .. أرادت أن تأخذ غيرها فزعقت .
- انها جبنة كاملة الدسم ؟
أصابها الخوف من كاملة الدسم ، أشارت الى أخرى فقلت - جبنة بقر لكنها مخلوطة بمنفحة الخرفان !
التفتت ناحيتي ونفخت بوجهي وقالت - ماذا تقترح يا سيد الاجبان ؟
أحترت كثيراً فآنا لا أعرف من الاجبان سوى جبنة ( فتا ) الشهيرة ، أتناولها مع الطماطة والشاي والخبز عند الصباح ، أحبها لكونها خايسة ومالحة ورقيقة ولا تحتاج لجهود كبيرة في المضغ .
قلت بفخر - جربي جبنة ( فتا ) ولن تندمي يا ساره ؟
تبسمت بعصبية واشترت قطعة جبن كبيرة تكفي لسبعة أشخاص .
عدت لعملي فخوراً ، فأقرب طريق لقلب المرآة معدتها ، تخيلت مقدار اللذة التي ستجنيها البنت وهي تمضغ الجبنة الخايسة وتبللها برشفة شاي وتلطفها بالطماطم المغموسة بالعمبة .
قبل أن ينتهي وقت عملي بدقائق حصلت ضجة وزعيق .
رأيت سبع بنات واحدة شقراء والاخرى حمراء والثالثة بيضاء ثم سمراء ثم صفراء ثم ذهبية ثم ملائكية .
كلهن ( ساره ) ! 
أحاطت البنات بمدير الماركت وأخذن يصرخن بوجهه ويجبرنه على تذوق الجبنة وهن يزعقن .
( جبنة مقرفة ، عفنة ، فاسدة .. أين ذلك العامل الذي نصحني بها ) ؟
حاولت أن أفلت ، لكن السمراء لمحتني وعلامات الاشمئزاز والقرف بادية على وجهها .
قالت - انه هناك ، تعال ؟
أقتربت منهن بعد أن تأكدت أنهن لسن فتاة واحدة تغير وجهها كلما أرادت حسب مقولة امهاتنا ، بل هن سبع أخوات واحدة منهن أسمها ( ساره ) .
قالت الشقراء - كيف تسمح لك حبيبتك بتقبيلها وأنت تأكل هذا الجبن الخايس ؟
قالت البيضاء - يا الهي سأتقيأ .
قالت السمراء - ذوق فاسد .
قالت الحمراء - مقزز .
قالت البرونزية - مقرف .
قلت - نسيت أن أخبرك أن تنقعيها بالماء الحار لمدة أربع وعشرين ساعة وتأكليها مع الطماطة وتشربي معها الشاي بوقت واحد .
قالت الملائكية - اخرس !
قال مدير الماركت وهو يشير الى الباب - انت مطرود من العمل .
حينها تأكدت أن الطريق الى قلب المرأة يمر بأنفها لا بمعدتها !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق