احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

البنات والتاجر



في واحد من تلك المساءات الشاحبة التي تشبه مسائي هذا ، وصل نعمة الله تاجر الذكريات والاحلام الى مدينتنا ، تاجر كل شيء ولا شيء ، ظل المدينة المعكوسة الذي اختلس النظر الى المراة فشاهد وجها جميلا يتطلع به من خلالها ، وجه صبية سبحان الخلاق سبحان مسير الافلاك جبين ازهر وفم احمر وجيد كالمرمر وعينان كالبحر ساعة الصفا والحبور وكل ما حولها يسبح للخالق كاحسن ما يكون التسبيح ، فارتجفت يداه وغارت عيناه حينما اختفت صورة الصبية .
بكى نعمة الله وراح يبحث عن صورتها بالمرايا لكن المرايا لا تتذكر الوجوه ، بحث عنها في كل مكان حتى اوقعه فضوله على مدينتنا ، وصل في مساء كئيب كهذ المساء دخل من جهة حقول القمح فرفعت الكلاب اذانها تنصت لوقع خطواته ، وعندما شمت رائحة مر المجوس من حقائبه وجسده هزت اذنابها واقعت على مؤخراتها توقفت قطعان الخراف عن اجترار العشب واخذت تشمم عطر الزهرة من حقائب التاجر الجوال وسكنت الريح للحظات واحنت الميرمية اوراقها واستسلمت لضغط كبش القرنفل .
على جانب الطريق الزراعي قرب الساقية والينبوع والقمح والرز العنبر كان هناك منزل سعيد يغص بالكباش والنعاج والثيران والبقر وتعيش به ثلاث فتيات وامهن .
همست الام - يا الله البنات يكبرن بسرعة كزهرات الينبوع .
ابتسمت فبانت اسنانها الذهبية ، فتقافزت الفتيات الثلاث من الفرح واخفين افواههن بكفوفهن فخشخشت اساورهن الذهبية ، نطت العيران وتهورت الثيران وتناطح الكبشان ودارت الرحى واضرم التنور ونثر الديك الذهبي حبات البذور لدجاجاته .
توقف نعمة الله قبالة باب البيت السعيد وصرخ .
من يبادل كل شيء بلا شيء ؟
غطت الام وجوه بناتها الثلاث ليس خوفا من الفتى الجوال بل من رائحة مر المجوس التي تملأ جسده وحقائبه .
قالت - احترسن يا بنات زهرة مر المجوس لا تصلح للعذراوات .
قالت كبراهن - لن نبقى عذراى الى الابد نريد ان نرى الرجل ونعرف ما هو هل هو يشبه الديك الذهبي صابر ام هو يشبه الكبش جبار ام هو ضخم وقوي كالثور عبود ؟ 
قالت الوسطى - سمعت ان الرجل يكون طويلا وغليظا كالنخلة كتلك النخلة .
قالت الصغرى - نحن لم نر رجلا بحياتنا لكنني اعرف ما هو ؟
- ما هو ؟ ردت البنتان
- انه انه هيء هيء انه ليس كما قلتن انه كما رايته في المراة يشبهني لكن ليس لديه نهود وليس لديه خدود ريانة كخدودنا ولا شفاه مكلومة كشفاهنا ولا رقبة كرقبتنا ولا سرة كسرتنا .
- ماذا لديه اذن ؟ 
- لديه .. لا استطيع ان اقول 
- وكيف عرفت ان لديه ما يجعلك لا تستطيعن القول ؟ 
. قالت الوسطى - الرجل بغل اقصد مثل البغل .
قالت الصغرى - ليس بغلا لكنه ينفع بالعك والدك 
- كيف عرفت ؟
- ابتسمت الام وقالت - اظن ان الوقت قد حان لتعرفن ما هو الرجل ؟
فتحت الباب للتاجر نعمة الله .
كان نعمة الله شابا صغيرا لم ينبت الشعر على عارضيه ، لكن العشق اوهنه والسقم امضه واخذ منه ماخذا قالب الشاب - يا خالتي عندي قماش من حرير وجواهر وعقيق وعطور وزعفران ودم الحيتان ، عندي زهور وزيوت وبخور وتيجان وعندي حب كثير 
قالت الام - وماذا تريد يا ابن اخي ؟
- اريد سقفا امنا استظل به هذه الليلة ولك مني قطعة حرير تليق بالملكات 
اخرج من حقيبته قطعة حرير ملونة بالاشجار والينابيع والغزلان وقدمها هدية لها افسحت له المرأة الطريق فدخل ، وقعت عيناه على البنات الثلاث فخر مغشيا عليه قالت الكبرى وهي تدس انفها تحت ابطه وتشمه
- ما هذا يا امي ، اهو حيوان ضال وحش جميل ؟
قالت الوسطى وهي تفرك ما تحت لباسه - انه يشبه كبشنا جبار لكنه اجمل بكثير
قالت الصغرى وهي تقبل شفتيه - انه سيدي ورجلي وابن عمي وتاج رأسي
فتح التاجر عينيه على كومة الجمال تلك وقال سبحان الخلاق سبحان مسير الاخلاق ونهض بتثاقل ، اتكأ على الصغرى فتناولته الوسطى واسندته الكبرى . 
البنات الثلاثة رغم انهن لم يرن بحياتهن رجلا ، لكنهن شيطانات .
اخذنه الى غرفة ( الحلو والمشموم ) في تلك الغرفة سرير وناموسية واركيلة تفوح برائحة البخور والقنب قالت الصغرى - لا تشغل بالك يا سيدي ويا مولاي تمدد على السرير ونم قرير العين 
قال الولد الولهان- كيف لي ان انام ومولاتي بعيدة عني
قالت الكبرى - تعال يا حبيبي نم على صدري 
قالت الوسطى - نم بحضني 
قالت الصغرى - اسبح على جسدي 
جاءت الام ورأت الولد يتوسط البنات فقالت 
يا الله كم كبرت البنات في غفلة مني ؟
في هدأة الليل تسلل الولد من المنزل تتبعه ثلاث بنات وخلفهم تجري الام والكباش والنعاج والبغال .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق