احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ولاية بطيخ


كان ياما كان وعلى الله التكلان ، يتيم فقير اسمه ( حامض لبني ) ، سمي بهذا الاسم لكون أمه حين ولدته لم تجد حليباً في ثديها لترضعه ، بسبب فقرها المدقع وجوعها الازلي ، فعمدت الى جمع وشلة اللبن المتبقي من صحاف الجيران واعطائه لطفلها الذي كبر وأخذ يسطو على الجيران ويسرق حليبهم ولبنهم ويجلس تحت الشمس يكرع اللبن ويصيح - حامض يا لبن !
فالتصقت به تلك الكنية ثم تحولت الى اسم له ، لكونه ولد بدون اسم .
حينما شب قليلاً ، بدأ يكره طعم اللبن ولا يستسيغه ، وبدأ يسمع عن أنواع الاطعمة واللحوم والفواكه وعن مدينة كبيرة اسمها بغداد ، فيها من أطايب الدنيا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، فرحل من قريته بحثاً عن المدينة الموعودة .
كانت بغداد في ذلك الحين محاطة بستة أسوار لحمايتها من الغزاة ، وفي كل سور باب واحد يؤدي للسور الذي بعده .
وكانت المزارع خارج الاسوار ، مزارع قمح وشعير ونخيل ورز وبطيخ ، عمل ( حامض لبني ) أجيراً في مزرعة بطيخ لمدة شهر كامل ، وبعد نهاية الشهر اعطاه صاحب المزرعة سبع بطيخات ثمن اتعابه .
أخذها الولد ليبيعها في بغداد .
وحينما وصل الى باب السور الاول ، منعه الحراس من الدخول الا اذا أعطاهم واحدة من بطيخاته الثمينة ، فأضطر لاعطاهم البطيخة فبقيت لديه ست بطيخات ، حملها وتمشى ناحية الباب الثاني فمنعه الحراس من الدخول الا اذا أعطاهم واحدة من بطيخاته .
اضطر لاعطائهم البطيخة فبقيت عنده خمس بطيخات .
تكرر الامر معه عند كل سور يفصله عن المدينة حتى لم يبق لديه سوى بطيخة واحدة ، دخل الى المدينة الكبيرة الضاجة بالناس والمقاهي والاسواق وجنود وحرس الوالي ، وضع بطيخته على الارض من أجل بيعها فجاءه حرس الوالي وقالوا له - ان الوالي مريض ولا يشفيه شيء سوى البطيخة .
أخذوها منه وتركوه خالي اليدين .
تلفت ( حامض لبني ) من حوله فوجد الكثير من الصبيان مثله لا يجدون طعاماً ولا مأوى ويأخذون من المقابر مساكن لهم ، فقرر ان يجمعهم ويكون عصابة .
كبرت العصابة وازدادت قوتها بقيادته حتي انهم عمدوا على أخذ اتاوة على كل جنازة ، لا تدخل جنازة للمقبرة الا اذا دفعت ليرات ذهبية . 
في يوم من الايام ماتت أم الوالي فأخذوا جنازتها للمقبرة لدفنها هناك ، فأعترضتهم عصابة حامض لبني وطلبت منهم الاتاوة .
جن جنون الوالي وجهز حملة كبيرة من جنوده وعبيده للقضاء عليهم ، لكن العصابة الخبيرة بالمقبرة وحرب العصابات استطاعت دحر حملته وقتله وقتل جنوده واحتلال قصره .
نصّب حامض لبني نفسه والياً على بغداد وسماها ولاية بطيخ ، تأسياً ببطيخاته التي نهبها حراس الوالي منه .
لك بطيخة ولك بطيخة ولي القشور .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق