احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

حكاية حظي


وقعت صدفة على عش الطائر النادر ( الزملول ) ، الطائر الفاتن ، الجميل ، الساحر ، فأخذت بيضته المبرقشة وأخفيتها تحت ثوبي لعشرين شهراً ، حتى فقست وطلع منها فرخ بريشات ذهبية ومنقار لؤلؤي ولسان بشري ، حينما يهز الطائر ريشاته ، تتساقط منها قشور الذهب وحينما يغرد يخرج من منقاره نثار اللؤلؤ .
أخذته الى سيد الناس من أجل مكافأة عظيمة ، فرح سيد الناس بالهدية وأعطاني عشرة بغال محملة بالذهب والفضةوالجواهر ، أخذت بغالي وخرجت من حضرته فرحاً ومبتهجاً ، لكن وزيره العجوز القبيح ، ذو الانف المدبب والعيون الصفراء والاسنان السوداء ، أعترض طريقي وقال .
- من أستطاع أن يحصل على ذكر ( الزملول ) ، يستطيع أن يجلب انثاه ؟
تنحنح الملك ورفع حاجباه وقال - نعم أيها الحطاب ، أجلب لي أنثى الزملول ؟
أكمل الوزير القبيح - سنعطيك عشرين بغلاً حينما تأتينا بالانثى .
خرجت من عندياته وأنا حائر ودائخ ومخذول ، فمن أين لي بالحصول علي أنثى الزملول ، توكلت على الله وأخذت حبالي وفأسي واتجهت ناحية الجبال العالية ، صعدت جبلاً ونزلت من آخر ، قطعت ودياناً وأوهدة وصحاري حتى عثرت على عش الطائر الثمين ، فكمنت له الليل بطوله حتى غادر عشه ، فأخذت بيضته وتعهدتها بالعناية والرعاية حتى فقست وخرجت منها زملولة ثمينة وردية اللون ، كحلية العينين رمادية الساقين ذهبية الجنحين ، أخذتها لقصر سيد الناس وقدمتها له بأحتفالية .
فرح بها سيد الناس وأمر لي بعشرين بغلاً محملة بالذهب والفضة .
لكن الوزير القبيح أردف وقال - هذا لا يصح ولا يكون ، مثل هذه الطيور تحتاج الى قفص خاص .
قال الملك - نعم أيها الحطاب ، آجلب لي القفص ؟
أردف الوزير - حينما تأتي بالقفص سنعطيك ثلاثين بغلاً محملة بالذهب والفضة .
خرجت وأنا ذاهل ودائخ وتعبان ، فمن أين لي بقفص الزملول ؟
سألت النجارين والحدادين والنحاتين والصنايعية عن القفص .
قالوا - صف لنا القفص ونحن نصنعه لك ؟
قلت - كيف لي أن أصف شيئاً لم أره ؟
قال كبير الصنايعية وحكيمهم - اذهب الى ( جين ما جين ) ؟
قلت - من جين ما جين ؟
أردف - انها الوصّافة ؟
ذهبت الى بيت ( جين ما جين ) الوصّافة ، وهو بيت كبير مدوّخ الرائحة ، تنبعث من طابوقاته رائحة سحر وتعاويذ وأزياج وضرب رمل .
قابلتني عجوز الدار وهي ترتجف من البرد .
قالت وأعطافها تختض وعظامها تصطك - آه يا أيها الحطاب ، آه من البرد .
ركضت ناحية شجرة وقطعت أغصانها وأشعلت لها النار .
ارتاحت العجوز واتسعت أساريرها فقلت - هل أنت جين ما جين الوصّافة ؟
قالت - أنا ( جين ) الحيّاكة ، وأختي ( ماجين ) الوصّافة 
قلت - أين أجد الوصافة ؟
قالت - ستشم رائحة الدخان وستأتي تبحث عن الدفء .
جاءت ماجين وهي تستند على الحائط ورمت بجسدها الواهن قرب النار .
قلت - صفي لي القفص يا حبوبتي ؟
قالت - القفص موجود في غرفة باجيتك ( نورة ) .
تبسمت الحيّاكة وقهقهت الوصّافة .
ذهبت الى غرفة الباجية نورة .
فوجدت بنت كأنها القمر في ليلة تمامه . والى جانبها قفصان ذهبيان .
قالت الباجية - اختر واحداً من القفصين ، لكن احذر ، احدهما يصلح للطير والاخر لا يصلح ، فاذا اخطأت سأحبسك بالقفص واذا احسنت الاختيار سأعطيك اياه .
دخت واحترت وانشدهت ، فالقفصان متشابهان كأنهما توأمان .
قلت - يا باجيتي يا نور عيني ، اذا اخطأت هل ستسجنيني العمر كله ؟
قالت - نعم .
قلت - هل ستطعميني ؟
قالت - نعم .
قلت - هل ستغطيني ؟
قالت - نعم .
قلت - اذا اشتد عليك البرد ، هل تنامين الي جانبي ؟
قالت - نعم .
فكرت مع نفسي وقلت ، والله سأختار القفص الخطأ .
نظرت الى القفصين بعناية ، فوجدت بواحد منهما ميلاً خفيفاً وعيباً طفيفاً .
وضعت عليه يدي وقلت - هذا .
صفقت الباجية نورة بيديها وقالت - صح . انه قفص الطائر ، مبروك عليك .
اخذت القفص وخرجت وانا مهموم وخسران وتلفان ، فقد طارت مني الباجية .
ذهبت الى قصر سيد الناس وأعطيته القفص . فرح به سيد الناس كثيراً وأمر باعطائي البغال ، لكن الوزير القبيح أردف وقال .
- في القفص عيب وعوج وارتخاء ، ونحن نخشى على الطيور من الهرب .
قلت - وما المطلوب يا سيدي ؟
قال - اما أن تصلحه ، أو تأتينا بغيره .
خرجت من القصر وأنا هلكان .. جلست عند حافة بئر مهجور وزعقت .
- كله من حظي ، حظي ، حظي .
هاج البئر وماج وخرج منه مارد ملطخ بالطين والماء والسيان .
قال - لماذا تناديني ايها الانسي ؟
قلت - كنت أندب حظي فقد ضاعت مني الطيور والبغال والباجية .
قال - انا اسمي حظي ، وحينما سمعتك تناديني حضرت .
فكرت مع نفسي وقلت ، ما دام حظي واقع بالسيان هكذا ، لم لا أغسله وأحممه وأعطره .
أخذت حظي الى الحمام وغسلته وعطرته وحلقت شعره ولحيته عسى أن لا يميل ثانية .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق