احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الرداء المسحور



كنا نعيش في قرية كبيرة ، جميعنا نعرف بعضنا البعض الاخر ، لا غرباء في قريتنا ، لم نر غريباً منذ سنوات طويلة ، اطفالنا يتكاثرون كحبات القمح ونساؤنا خصبات وجميلات ، هكذا كانت تمر السنوات ، حتى وصول البدو الى قريتنا ، خيموا قرب مزارع القمح بعيداً عن القرية ، لكننا كنا نسمع نباح كلابهم ونرى نيران مواقدهم .
ذات مساء رأينا عجوزاً ذات أسنان ذهبية قادمة من خيام البدو يرافقها رجل تبدو على سيمائة الفتونة والقوة ، وكان يمسك بيده عصا غليظة .
كنا مجتمعين حول النار نطرد الضجر بالحديث عن المدن البعيدة المليئة بالمباهج .
وقفت العجوز عند حلقتنا وقالت وهي تشير للرجل 
- انه سريع كالفهد وقوي كالاسد وماكر كالثعلب .
تبسم الرجل بوجوهنا بشراسة وهز عصاه .
أكملت المرأة - انه يتحداكم ؟
تصارع معنا الرجل واحداً بعد الاخر ، حتى غلبنا جميعاً ، غلب كل رجال القرية ، وكان كلما يصرع أحد منا يمد له يده وينهضه من على الارض ويخاويه .
بعضنا أصبح تابعاً له والبعض الاخر رفض صداقته ، لكنه تسيد القرية وأصبح زعيمها خلال أيام ، ثم أعلن عن رغبته بالزواج من ( ذات الخال ) .
كانت ذات الخال خطيبتي وحبيبتي وابنة عمي وكنا ننتظر زواجنا على أحر من الجمر .
كأن أحدهم أسر بأذن البدوي وأرشده اليها ، ربما تكون تلك العجوز الشريرة أو واحداً ممن أعجبتهم قوته وفتوته فأراد التقرب بها منه .
لم أكن بمثل قوته وشدة بطشه ومهارته بالسلاح .
فغادرت القرية على أمل العودة اليها ذات يوم والانتقام من ذلك البدوي العنيف والثأر لذات الخال .
مشيت لثلاثة أيام بلياليها حتى وقعت على منزل متهالك ، تعيش به امرأة وحيدة تحوك ثياباً حريرية .. جلست الى جانب المرأة الطيبة وحدثتها عن قصتي والدموع تخظل وجنتي .
رقت المرأة لحالي وقالت .
- سأساعدك وأعيد اليك محبوبتك .
قامت من مكانها وأخرجت ثوب زفزاف أبيض تزينه أزراراً ذهبية .
قالت .
- خذ هذا الثوب وأحتال على أن يصل لذات الخال فتلبسه ليلة زفافها من البدوي .
قلت - يا خالتي وهل لي قلب وأفعل هذا واراها بأحضان البدوي .
قالت - ثق بي وأفعل ما أقول .
أخذت الثوب الجميل ذو الازرار الذهبية وعدت لقريتي وقدمته كهدية للعروس وجلست أنتظر .
عند انتهاء حفلة الزفاف ، دخل البدوي على ذات الخال .. فك زر الثوب الاول ثم الزر الثاني وعندما أراد فك الثالث ، انغلق الاول والثاني ، ثم الثالث ، كلما فتح زراً انغلق الاخر حتى أصابه التعب دون أن يفلح بخلع ثوب زفافها والوصول اليها .
كانت النسوة ينتظرن خروجه من غرفتها ليريهن القطعة الحمراء .
تأخر البدوي كثيراً وهي يحاول فك الازرار . تعبت النساء من الانتظار .
عند الفجر خرج وهو محمر العيون مهتاجاً .
تهامست النسوة - أين القطعة الحمراء ؟
قال البدوي - البنت مسحورة .
قلن - بل انكسر المفتاح وانغلق القفل .
قال - انها مسحورة .
رجع الى غرفة ذات الخال وعاود المحاولة ، لكن الازرار كانت تنغلق بمجرد أن يفتحها .
تهامست النسوة بخبث وتبسم الرجال بلؤم .
عند الصباح غادر البدوي القرية وهو يتلفت من حوله كالمجنون .
أما أنا وفي ليلة زفافي من ذات الخال ، عمدت على تقبيل كل زر فتحته فما عاد ينغلق .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق