احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

التنور والحب


أمسكتني أمي بلا مبالاة من ياقة دشداشتي واخرجتني من التنور ، ثم اشعلت النار وبدأت تخبز ، انتظرت طويلا حتى برد فنزلت الى قاعه ، حيث الدفء والسخام وبقايا الخبز المحروق ، الوكه كأنني ألوك ذعري من الناس والشارع والاهل .
لا أتذكر جيداً كم كان عمري آنذاك ، ربما في السادسة .. ركضت ناحية مكاني الاثير وقفزت بداخله ، احتك جسدي بجسد طري لفتاة بمثل عمري أو أصغر قليلا .. كانت متسخة وخائفة وجائعة ، ارتجفت كسعف نخلة حالما سقطت بالقرب منها وأخذت تبكي .
قلت - انه تنوري ؟
أخرجت من خلف ظهرها دمية وأعطتها لي .
بحثت في الرماد عن ما تساقط من الخبز وجلسنا نأكل سوية .
قلت - ما اسمك ؟
- زهرة .
جاءت أمي لتخبز ، مدت يدها لتخرجني كالعادة قبل أن تشعل النار ، لكنها وقعت على زهرة رفعتها دون أن تلحظها ووضعتها جانباً ، ثم رمت الحطب عليّ ، تكورت حول نفسي وقطعت أنفاسي ، شعرت بالنفط يبلل ثوبي .
سمعت زهرة تبكي فوضعت كفي على أذني .
لم أعد أسمع شيئاً .
لم أعد أرى شيئاً .
لا بد أن أمي فهمت ، بحثت عني بين كومة الحطب وأخرجتني من ياقة دشداشتي ، ولشدة خوفها وارتباكها رمتني ب ( الحِب ) .
شعرت ببرودة لطيفة تسري بجسدي . انه مخبأ أفضل من التنور .
- أين اختفى الولد ، انه ليس في التنور ؟
- انه في ( الحِب ) .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق