من انامتاعب صاحب السعادة
فتحت كيس التمن ، قفز على وجهي من داخله فأر كبير الحجم ، لم أر بحياتي فأراً بمثل ذلك الحجم - خراء .. ندت مني صرخة وسيل شتائم ، ثم سقطت على طيزي ، آلمني السقوط كثيراً ، يبدو أني سقطت على شيء حاد أو مدبب - خراء .. انه كأس زجاجي .. انكسر تحتي .. كعادتي في مثل هذه المواقف التي تحدث معي بصورة متكررة وتكاد تكون يومية ، ابتسمت ابتسامة شريرة ، وزعتها على السماء والارباب والشرائع والمرجعيات وقواميس اللغة . نهضت بصعوبة والدم يسيل من طيزي .. بحثت عن ملقط في الجارور لالتقط به قطع الزجاج المغروزة تحت جلدي فوجدت ( كلابتين ) .
ذهبت الى الحمام حيث توجد المرآة .. كانت المرآة معلقة بمكان يمكنني من رؤية وجهي ، وليس طيزي ، حاولت أن أنزلها فأستعصت عليّ .
جلبت مقعداً وصعدت عليه ، استدرت بصعوبة بالغة لارى حجم الكارثة ، رأيت الدم وقطع الزجاج وقد انتشرت بشكل هندسي مرعب ويبعث على الغثيان .. دخت ودارت بي الدنيا فسقطت من المقعد وارتطمت بالجدار .. خراء .. انكسر خشمي ، سال منه الدم وطفرت الدموع من عيوني والشتائم من فمي .
حشوته بالقطن ( أنفي ) وليس طيزي .. رحت ناحية الثلاجة أبحث عن مسكنات ، وجدت عدة علب ، بروفين ، اليڤ اسبرين ، ادوية ضغط الدم وضغط الحياة وضغط الخيبة والفشل وضغط الجو ، كلها لا تنفع ، أها وجدتها !
علبة فاقعة اللون جلبها لي صديق كهدية .
قال لي - انها تنفع .. تنفع .
لم أسأله بماذا تنفع ، لا شيء ينفع معي .
لقد حان وقت نفعها ، فتحت الغطاء وابتلعت كومة حبوب منها .
نعم شعرت براحة . راحة كبيرة .. لم أعد أشعر بأي ألم .
اجريت عملية ناجحة لرفع قطع الزجاج ب ( الكلابتين ) وأنا أغني ، ثم عدلت أنفي ، وقلعت سنين من اسناني كانا يوجعاني ، ثم قلعت الثالث لكونه يتقلقل وكسرت الرابع في طريقي .
غداً سيأخذوني لمدرسة الاشارات .
سأتعلم الحديث بالاشارة .
لكوني قطعت لساني أيضاً .
اضافة تعليق