احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

حيوانات الكوابيس



أخاف من الموتى ومن الظلمة والكوابيس والحروب ، نعم رأيت الكثير من الحروب والقتلى والمشوهين والمبتورين ، لكنني أخاف من السراديب والحفر والغربان ، في يوم محدد من كل سنة تأتي مجاميع كثيرة من الغربان وتعسكر فوق شجرة قرب شقتي ، تأخذ بالصراخ المزعج ومناداة بعضها ، لا أدري لماذا أختارت تلك الشجرة ، ولا أدري لماذا أخترت العيش في هذه الشقة ؟
اسكنها منذ ثمان سنوات ، وربما لن أخرج منها الا على نقالة الموتى ، فهي تحوي على كل الاشياء التي تزيد من رعبي ، هناك جرذان تسطو على طعامي وتسلب مني النوم ، فقد سمعت انها تحب أكل الانوف والشفاه ، تأتيني حينما أكون نائماً وتقرض أنفي .
هناك راكون هائل الحجم يتجول في الحديقة ولا يخشاني مطلقاً ، أنا من أخشاه ، حينما أراه أحكم اغلاق الباب ، فقد سمعت أن الراكون يأكل اللحوم ، ربما يأكل خصيتي وأنا نائم .
وهناك ايضاً قطتان واحدة سوداء والاخرى رقطاء ، يأتيان بعد الغروب ويختفيان في العريشة ، لا أدري ماذا يفعلان هناك ، يقولون أن القطط ، كل القطط تلتقي جميعها مرة واحدة في السنة لمدة أسبوع في مكان لا يعلمه غيرها ، تجتمع هناك وتفعل شيئاً .
ماذا تفعل ؟
في شقتي بابان ، واحد يطل على الحديقة والاخر علي ( البيسمنت ) ، ولكل باب مفتاحه الخاص ، أضعت مفتاح الباب الذي يطل على الحديقة ، لذلك لم أعد أدخل منه ، وعلي استخدام الباب الاخر الذي يطل على البيسمنت .
البيسمنت مظلم وبارد .
استيقظت على صراخ الغربان المزعج ، ورأيت فرخ غراب سقط في الحديقة .
انه لا يستطيع الطيران بشكل جيد .. أردت مساعدته فهجمت علي كل الغربان الموجودة على الشجرة ، انها شريرة وقوية جداً ، هربت منها ودخلت الى الشقة ، فدخلت ورائي ، غربان كثيرة ربما خمسمئة غراب أو أكثر .. ركضت ناحية الباب الثاني المطل على البيسمنت خرجت منه وأغلقته بسرعة بحيث انطبق على عشر غربان مقاتلة وقتلها بالحال .
اتكأت على الباب لالتقط أنفاسي ، البيسمنت مظلم وبارد عادة .. كانت الغربان تنقر الباب بعنف ، البيسمنت مضاء هذه المرة بأضوية فسفورية ، كأنها عيون قطط .
نعم انها قطط ، مئات بل الاف القطط اجتمعت من أجل شيء ما .
كانت كلها تنظر ناحيتي وهي مدهوشة من وجودي في محفلها السري .
تلفت من حولي بذعر وركضت الى الخارج بأقصى ما أمتلك من سرعة ، ركضت خلفي كل القطط ، وجدت نفسي بالشارع بالقرب من الشجرة التي تحط عليها الغربان .. يقولون أن الغربان حقودة ولا تنسى عدوها ، حينما رأتني الغربان أركض وخلفي الاف القطط ، زعقت كلها سوية ولاحقتني لتأكلني .
رأيت حاوية قمامة ذات غطاء حديدي ، قفزت بداخلها وأغلقت الغطاء عليّ .
حطت الغربان علي الحاوية ، وعسكرت القطط بالقرب منها .
الحاوية عفنة ودبقة ومظلمة .
بحثت في جيوبي عن ( جداحة ) .. أشعلتها فرأيت الراكون يبحلق بي بعينين زرقاوين ويتلمظ .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق