احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

عسل عسل يا زنبيل



في نوبة غضب ، رمت زوجة الكحال مرود الكحل الخشبي تبع زوجها في البئر ، وغادرت بيتها الى أهلها ، مع مرور الايام وعذوبة الماء وجودة الطين ، برعم المرود ونمى وكبر وأطل برأسه وأوراقه من فتحة البئر ، وأصبح شجرة كبيرة ، لكنها لم تكن تحمل أي ثمار .
كنت أمر على البئر والشجرة كل يوم مع عنزتي ، أشرب من مائه وأستظل بالشجرة .
في يوم من الايام رأيت ثمرة صغيرة أشبه بالطرنج في أعلى الشجرة ، قطعت الطرنجة وقشرتها ، أكلت نصف منها وأعطيت النصف الاخر لعنزتي .
وكما تعرفون فأن للطرنجة حلاوة وطلاوة وماء كثير ، فشعرت بالحاجة للتبول ، بلت فأذا ببولي قد أصبح لونه أبيض كالحليب ورائحته كالحليب ومذاقه كالحليب أيضاً .
قلت لابد أنها الطرنجة .. حالة وستزول .
ذهبت لمنزلي وقت الغروب ، حلبت عنزتي ، فأذا بها تدر عسلاً ، ذقته فأذا هو عسل خالص .
ملاءت سطلين ، سطل عسل وسطل حليب وذهبت للسوق .
تذوق كبير العسالين عسل عنزتي فأصابه الخبال وقال .
- لم أذق مثل هذا العسل بحياتي .
أخذه وأعطاني كبشة نقود .
ذاق اللبان حليبي فأصابه الذهول وهمهم - لم أذق بحياتي مثل هذا الحليب .
أخذه وأعطاني كبشة نقود .
اشتريت خبزاً ولحما ومداماً لي وعلفاً لعنزتي ومشيت ناحية الدار .
في الطريق رأيت زنبيلاً كبيراً مربوطاً بحبل يتدلى من نافذة ، جلست مع عنزتي في الزنبيل ، تعشينا وشربنا ، أكثرت من شرب المدام فدار بي الزنبيل ، أهتز وأرتعش ثم أرتفع حتى وصل للنافذة ، أمتدت أياد بيضاء وسمراء ذات أساور وخلاخل ومحابس ، حملت الايادي الزنبيل بما فيه ووضعنه وسط مجلس يفوح بالسنا المكي وشذى الترنجان .
رفعت رأسي فأذا بي وسط مجلس خاتونات وباجيات كل واحدة تقول للاخرى أنا الاجمل ، أنا الاحسن ، وفي صدر المجلس تجلس الباجية الكبيرة ، وهي امرأة فخيمة ، لحيمة وسيمة ذات أثداء كبيرة وحلي ثمينة وشنة ورنة . يحيط بها الخدم والحشم .
قالت الباجية - زنبيل ، يا زنبيل السعادة ماذا أحضرت لنا ؟
أمسكت عنزتي من أذنيها وعرضتها عليها وقلت .
- عنزة سوداء ، حليبها عسل ورفقتها بصل .
تأوهت الباجية الكبيرة وقالت - هذا لا يكفي يا زنبيل ؟
أخرجت من جيوبي قطع النقود وقلت .
- كبشتا فضة من حليب العزيز وعسل الرفيق .
قالت لا يكفي ؟
وقفت ونظرت من حولي ، فزغللت عيوني من جمال البنات واشتعلت رغبتي وبطلت حجتي ، فأخذني الحمق ولا عجب ، وكشفت لهن سري وقلت .
- بولي حليب وحليبي عسل .
تضاحكت الخاتونات المجربات وفغرت الباجيات أفواههن وتأوهن .
قلن - كيف يا زنبيل ؟
وضعت العنزة على كتفي ودرت بها عليهن .
- من تريد أن تذوق ؟
تجرأت أحداهن ورضعت من العنزة وصرخت - عسل ، عسل يا زنبيل !
تناوبت النسوة على تذوق العسل فطابت أرواحهن وانشرحت أساريرهن ، وأمرت الخاتون الكبيرة بالمدام والطعام والغناء والرقص ، فشربت معهن ورقصت لهن .
قالت الباجية - صدقنا عسلك ، ماذا عن حليبك يا زنبيل ؟
أنزلت سروالي وأخرجت لهن حيواني .
من تريد أن تذوق ؟
تجرأت أحداهن وتذوقته وزعقت - حليب ، حليب يا زنبيل ؟
درت به على النسوة والبنات ، شربن منه واحدة بعد الاخرى .. فطابت أرواحهن وأنشرحت أساريرهن وزادت ثقتهن بي ، فجلست عندهن سبع أيام بلياليها ، أكل وشرب وسكر ونيك وغناء ورقص ، حتى شربن كل حليبي ولطعن كل عسلي .
جف ضرع عنزتي ، ونضب حليب واحدي .
رمتني الباجيات من الشباك وهي يتاضحكن ويتغامزن .
اذهب بأمان الله يا زنبيل ، كفيت ووفيت .
سقطت عالارض فتكسرت عظامي وماتت عنزتي وارتخى جناني وخار حيواني ، فيا أبنائي ويا صحبي وخلاني صلوا عالنبي المرسل وآله الطيبين ، وترحموا على عمكم المسكين !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق