احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كائن بظهرين


قال معلمي وسيدي أبو الحملات .
- أخبرني عن كائن بظهرين ؟
همت علي وجهي أبحث عن الجواب ، غرقت بالقراطيس والكواغد والاطراس ، جبت الصحارى والمدن والامصار ، سألت العجائز والصبية والحكماء ، فما وقعت على جواب .
قال صاحب خرقة - انه الاسم الاعظم .
قال حاطب ليل - انه الزمن .
قال جواب آفاق - اسأل أميرة الاحاجي ، فهي تلهو بالكلمات وتفك الالغاز ؟
يممت وجهي شطر مملكة الاحاجي ، في الطريق صادفني عابر يشبهني كأنه توأمي .
مشينا سوية وحينما حان وقت عشائنا قال .
- دعنا نأكل من زادك ونشرب من مائك ، فأذا نفد ما معك أكلنا من زادي .
بعد مسيرة أيام نفد ما معي من ماء وشراب ، فسألته أن يقاسمني زاده .
قال - اعطني عينك اليمنى مقابل الماء والطعام ؟
أخذ مني عيني مقابل لقيمات وبلة ماء .. مشينا لايام فسألته نفس السؤال .
قال اعطني عينك اليسرى مقابل الماء والطعام ؟
أخذ عيني الاخرى وتركني أتلمس الطريق ، جلست تحت شجرة وحفرت قبراً وتمددت به .
جاء ذئب وثعلب .
قال الذئب - آه ، لوعلم الناس ما لهذه الشجرة من فؤائد وأعاجيب ، انها ترد البصر للاعمى وتشفي كل الامراض .
قال الثعلب - انها كنز وتحتها كنز .
حينما غادرا ، أخذت من الشجرة بعض الاوراق ومسحت بها محاجري ، فرد عليّ بصري .
حفرت تحت أرضها فوجدت كنزاً .
وضعت بجيوبي بعض من أوراقها وذهبها وأكملت الطريق .
وصلت الي مدينة الاحاجي والالغاز . كان ناسها يبيعون ويشترون بالاحاجي .
ذهبت الى تاجر الاحجيات ، وجدت عنده كل ما يعقد اللسان ويطير الصواب .
قلت - اخبرني عن كائن بظهرين ؟
تلفت التاجر من حواليه وهو محتار ، فتح جارورة وأخرج منها آلة الاحاجي ، دوّرها بمكوك نحاسي وركّب حروفها .
قالت الالة - رجل ، امرأة .
هز التاجر رأسه وقال - هذه الالة لا تخطيء ابداً .
قلت - لم أفهم ؟
قال - سأسألها ثانية ، لكن قبل هذا عليك أن تعطيني ثمن أتعابي ؟
قلت - ما ثمنها ؟
قال - حينما تأتيني ثانية تأتي ، لا ركباً ولا ماشياً ؟
مشيت من عنده الى شاه بندر التجار ، وجدت عنده أحاجي زرقاء وخضراء وبيضاء وسوداء ، موضوعة بعلب موصدة ، وجمع من العمال ينقلونها من رف لاخر .
قلت سيدي شاه بندر كيف ارى المدن والامصار ، وانا لا أركب دابة ولا أمشي ؟
بحث التاجر في رفوفه الملغزة وأخرج مركوب صغير الحجم بأربعة قوائم .
صعدت فوقه ومشيت ، كأني لا راكب ولا ماشي . قال .
- ثمن أتعابي ؟
قلت - اخبرني عن كائن بظهرين ؟
تحير شاه بندر التجار ، دون الاحجية على قلبه .
ذهبت الى التاجر الاول ، لا ماشياً ولا راكباً .. حينما رآني ، دوّر آلة الاحاجي فأجابت .
- رجل ، امرأة .
قال التاجر - انها لا تخطيء ابداً ، لكن مهلاً .. اذهب الى الاميرة ( محاسن ) تجد عندها الجواب 
وقفت عند قصر الاميرة محاسن ، سمعت انها مريضة وعجز عن شفائها الحكماء .
قلت - انا من يشفيها .
أدخلوني عليها وكان المرض قد أخذ منها مأخذاً . مسحت جسدها بما حملته من أوراق الشجرة المباركة ، فقامت من ساعتها واكلت واستحمت وقالت .
- يا سيدي ونور عيني اطلب ما تريد ؟
قلت - اخبريني عن كائن بظهرين ؟
تبسمت الاميرة وتقدمت ناحيتي واحتضنتني وقبلتني وقالت .
- الرجل والمرأة حينما يقبلان بعضهما البعض الاخر .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق