احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

نصيف واخوته



قال الغراب - قاق .. قاق . 
قالت المرأة العاقر - ساعدني يا غراب ، فأنا بدون أولاد ؟
قال الغراب - اعجني عجيناً وأعملي منه خبزات ، ضعيها في ( الكاروك ) وهزيها لمدة شهر حتى تصبح أولاد .
قامت المرة من ساعتها وعجنت عجيناً ، وعملت منه سبع قرصات ووضعتها في الكارورك وأخذت تهزه في الليل والنهار .
ذات مساء جاء الغراب ليطمئن على خلطته ويحصل على أجره .
قال - قاق .. قاق ، أنا جوعان ؟
لم يكن لدي المرة شيء بالمرة لتعطيه للغراب الساحر الجوعان ، دوّرت في المطبخ والكانون والتنور والدولاب فلم تجد طعاماً ، والغراب لم يكف عن الزعيق ( قاق .. قاق ) .
خافت المرة منه ومن شؤمه ، فأقتطعت من أحدى القرصات قطعة وأعطتها لها .
بعد أن أكتمل الشهر صار لديها سبعة أولاد ، ستة منهم أصحاء بدناء جميلين ، والسابع نصف ولد ، بذراع واحدة ورجل واحدة ونصف رأس ، فسمته ( انصيف ) .
كبر الاولاد بسرعة واتخذ كل منهم جواداً يتبختر به في القرية ، الا ( نصيف ) فهو مطرود وغير محترم من أخوته والناس ، فلم يجد ما يمتطيه سوى دجاجة ، وكان يلاحق بها جياد أخوته حينما يذهبون الي عزومة أو حفلة عرس .
كان أخوته يخجلون من منظره وملاحقته الدائمة لهم ، فيربطونه على شجرة ويهربون ، وبمجرد أن يمشون لعدة أميال ، يرونه قادماً على دجاجته وهو يصيح .
- قاق .. قاق . جنت أتمرجح واجيت .
فيغافلونه ويتعاونون عليه ويرمونه بالبئر ويهربون .
يخرج اليهم بعد ساعات ويصرخ .
- قاق .. قاق . چنت أتبرد وأجيت .
يرمونه بالنار .
يخرج منها ويقول - قاق .. قاق . چنت أتدفأ وأجيت .
ذات يوم سار الاخوان الى مدينة السلطان يبحثون عن زوجات لهم ، وخلفوا ( انصيف ) وراءهم ، ساروا لشهور ، حتى وصلوا الى بحر الدهن ، تعجبوا من تلاطم أمواجه وعظم وحوشه ، فهابوا عبوره وجلسوا عند شاطئه يتفكرون .
لحقهم ( إنصيف ) ممتطياً دجاجته وجلس وسط أخوته وأستمع لحديثهم عن ضرورة عبور بحر الدهن .
فقام وشرب بحر الدهن كله .. عبر الاخوة البحر الناشف بعد أن وضعوا صخرة كبيرة على نصيف لكي لا يلحقهم .
بعد أيام من المسير وصلوا الى بحر الدبس ، فأخذهم الرعب من اسوداده وغلاظة أمواجه وعتم رياحه ، فجلسوا عند شاطئه يتفكرون .
وصل ( انصيف ) على دجاجته وقال - قاق .. قاق . چنت أتمغط وأجيت .
شرب بحر الدبس كله .. عبر الاخوة البحر الناشف بعد أن دفنوا ( انصيف ) بالتراب .
مشوا لايام وليالي ، فأعترضهم بحر اللبن ، وجاء نصيف وشربه ، أعترضهم بحر الحبر وبحر النار وبحر الماي ، فينقذهم نصيف منها ، حتى وصلوا الى بحر الخمر .
تلفتوا من حولهم ، فقفز نصيف وسطهم وكرع بحر الخمر وشعر بدوخة شديدة ودوار لذيذ فأحتضن دجاجته ونام .
أما الاخوة فأنهم وصلوا الى كوخ تعيش به ساحرة .
حينما رأتهم الساحرة ، أعجبتها لحومهم وشحومهم .
فقالت محدثة نفسها - هيء ، هيء .. سآكلهم واحداً بعد الآخر .
رحبت بهم الساحرة وقدمت لهم شوربة عدس ، حتى يثقل نومهم وجلست تنتظر . نام الاولاد .
دق أحدهم الباب ، فأذا ( انصيف ) يتطوطح بالقرب منه .
تعجبت الساحرة من مظهره النصفي وحدثت نفسها .
- نصف انسان يكفيني للعشاء هذه الليلة . سأبتدأ به ؟
قال انصيف وهو يعد أخوته على أصابعه - چنت أسكر وأجيت .
أدخلته الساحرة الى كوخها وأشعلت النار تحت الطنجرة . بينما انصيف يتقلب بالكوخ من شدة السكر ، مرة يصطدم بالجدار ومرة بالنافذة ومرة بالساحرة .
قالت الساحرة بعد أن أضافت للماء المغلي الملح والبهارات والكمون والبطنج .
- تعال يا ولدي لأحممك ؟
قفز نصيف بالطنجرة مع دجاجته ، أرتفع من جسده البخار وتعرق ، فخرج منه ما شربه من بحور الدهن والدبس واللبن والحبر والماي والچاي والشربت والخمر وأختلط بالبطنج والكمون والملح والبهارات ، ومثل هذه الاشياء حينما تخلط وتحرك جيداً ، يخرج منها ( ماي الحياة ) !
غافل انصيف الساحرة وكرع ماي الحياة وسقى دجاجته .
فأذا هو بقدرة القادر القدير يتحول الى شاب كامل أمرد ، جميل المحيا ، نضر الوجه ، أسيل الخد وضاء القد ، وتحولت دجاجته الى حورية من حوريات الجان ، مقلدة باللؤلؤ والمرجان ومزنرة بالأصفر الرنان ، اذا مشت اهتز ثدياها وأذا قعدت رجف ردفاها واذا انطرحت بانت سرتها كعكة دهن ، وظهرت خبيئتها كقنفذ ناعم الاشواك ، فسبحان من لا يتدهدى وسبحان من لا يدخل معها تحت اللحاف . 
جاءت الساحرة ورأت القمرين وهما في بوس وعناق ، ولهفة وأشتياق ، ورغبة وأنعتاق ، فأعجبها منظرهما الفريد ، ورفسهما الشديد وعكّهما المديد ، فسال لعابها ودنت نفسها وأشتعلت رغبتها وقالت محدثة نفسها - سأدخل في الطنجرة ، سأصبح مرة .
سأشرب ماي الحياة ، سأصبح أحلى البنات .
سأستحم في الخلطة ، وأتحول الى بطة
دخلت العجوز الساحرة في الطنجرة وهي تردد - الشباب والعمر المديد ، هذا ما أرغب وأريد ؟
تعرقت الساحرة بسبب النار والماء الفوار ، ثم ذابت وتحولت الى بخار وهي تردد .
- ما أريد ، ما أريد !
أنتبه الاخوة على صراخ الساحرة وأستيقظوا من نومهم وجروا الى مصدر الصراخ .
فوجدوا أخاهم أنصيف وقد أكتمل كالبدر في ليلة تمامه ، تحف به حوريته العنيدة التي كلما أمسك منها ضلعاً أو قرص نهداً أو هصر فوداً ، قاقت كالدجاجة ونقرته وتمنعت عليه ، وهي من أشد الراغبات .
أعتذر منه الاخوة وشكروه ونصبوه كبيرهم وقائدهم ودليلهم وتاج رأسهم .

لك رمانة ولك رمانة .. لي القشور ، أروح لبيت مكة وأزور .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق