التعريجة
المرة الأولى التي سمعت بها ( تعريجة ) .
( خيمتنا من حرير وخيمتك من قطن ) . اعترضت عليها لأني أردت أن تكون خيمتي من حرير أيضاً ، لكن الراوي / الراوية ، حاول أقناعي بأنه لا يقصد منها أية اساءة أو أنتقاص من السامع ، بل هو سمعها هكذا من أجداده ، وحينما أكمل تعريجته .
( خيمة أعداءنا مليانة فيران وصراصير ) . شعرت بالأرتياح ، فخيمة القطن النظيفة خير من خيمة العدو القذرة وأقل منزلة من خيمة الحاكي الحريرية ، فهو سلطان الليل الذي يتغلب على سلاطين النوم والأحلام المزعجة ، فيستحق مجلساً من حرير .
التعريجة ، تختلف عن المدخل أو الفرشة ، وهي في غالب الأحيان غير ضرورية للحكاية ومنفصلة عنها ولا تمت لها بصلة ، بل هي مجرد بلاغة شعبية ومحسنات بديعية وسجع لا ضرورة منه ، القصد منها تلطيف الجو واشاعت جو من المرح قبل بدأ الحكاية .
في الغالب لا توجد هناك الكثير من التعريجات لدى العراقيين ، أذكر منها على سبيل المثال .
مطرت الدنية عصيدة
راح أبو سكينة يصيده .
صادله ( جصانة ) .
وتعاركت نسوانة .
علمود خصيانه .
مثل هذه التعريجات تشحذ ذاكرة الحاكي وتهيأه لمدخل الحكاية أو ما يطلق عليه ( الفرشة )
وتتعدد الفرشات من منطقة لأخرى ، لكنها في الغالب تبدأ بهذا الشكل .
( كان يا ما كان .. الله يخلي السلطان ) هذا في حالة اذا كان الوقت رخاءاً والناس راضين عن حالتهم وعن من يحكمهم ، اما اذا كان العكس ، فتكون الفرشة .
كان يا ما كان .. الله يصلخ السلطان ، أو الله يطيح حظ السلطان .
ثم يبدأ الحاكي روايته .
كان أكو فد واحد ، وماكو غير الله واحد .
وهناك أيضاً فرشة الكّذاب التي تبدأ بهذا الشكل .
( عن مقارش عن بقارش ، عن حدادين العبي عن خياطين المعالق ، الكذب عمري ما عرفته ، والصدق ملح الرجال ) .
ومثل هذه الفرشة تهيأ المستمع الى أن ما سيحكى هو مجرد كذب ، فكل شيء بها مقلوب وغير معقول ، فالعباءآت تخيط عند الخياطين لا عند الحدادين والمعالق يصنعها الحداد لا الخياط ،
والكذب ملح الرجال كما يقال في الأمثال الشعبية لا الصدق .
أما الختمة
فهي تعني نهاية الحكاية وانفضاض الجلسة ، وتأتي بالغالب بهذا الشكل .
( هسه چنت يمهم وأجيت ) لإضفاء نوع من المصداقية المتخيلة على الحكاية وأعطائها مساحة تسمح لخيال الطفل أن يشتغل عليها ويذهب للنوم وهو مصدق بها وغير مصدق .
اما أفضل الختمات فتقوم بها النساء عادة لا الرجال .
تمد المرأة يدها تحت عباءتها وتخرج رمانات وتقذفها ناحية الأطفال وتقول .
لك رمانة ولك رمانة ، لي القشور أروح لبيت مكة وأزور .
أو تقول . أروح لبيت علي وأزور .
اضافة تعليق