احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

فطور الست عواطف



أيقظتني أمي من أجل أن أجلب الفطور ، أعطتني حزمة خبز وخيط رفيع وقدر طبخ .
قالت - أربط الخبزات بالخيط .
وضعت الحزمة تحت إبطي وتوجهت ناحية دكان العم محمد ، في الطريق عثرت على بيضة بطة من بطات جارتنا أم حسين ، بيضة كبيرة بحجم قبضة اليد ، أخفيتها بجيبي .
كان العم محمد يجلس ويضع قدامه قدر باقلاء كبير ، القدر يغلي بجنون وحوله يتوزع أولاد المنطقة ، معظمهم بعمري ، كل واحد منهم ربط خبزاته بخيط ونقعها بالقدر ، كان خيطي أصفر ، ربطت خبزاتي بالخيط ونقعتها بالقدر والعم محمد يراقبنا بقلق ويحذرنا من مد أصابعنا في الحساء .
كان بمواجهة الدكان بيت مازن المتزوج حديثاً من الست عواطف ، انها ليست معلمة أو أي شيء آخر ، لكننا كنا نسميها هكذا ( الست عواطف ) ، لكونها لا تلبس عباءة ، المرأة السفور الوحيدة في منطقتنا ، كان مازن يعمل في الجيش ، يغيب شهراً ويعود لبيته أسبوع ، خلال غيابه الطويل لاتجد الست عواطف شيئاً تعمله سوى كنس البيت ، ثم تفتح الباب وتنحني لتكنس العتبة فتظهر من فتحة ثوبها أثدائها السمينة الرجراجة .
خرجت الست عواطف لتكنس العتبة ، كانت شابة وجميلة وساخنة ، تلبس ثوباً ضيقاً مكشوف الصدر ، إنحنت لتكنس العتبة .
زعق العم محمد - منصور يا أبا الحسن !
توجهت أنظارنا مباشرة ناحية الأثداء المتراقصة ، فنسينا خيوطنا المربوطة بالخبزات ، تركت خيطي ووقفت بباب الدكان أتطلع بالكرات السحرية .
أنهت عواطف عملها ودخلت لبيتها وصفقت الباب وراءها .
عاد الجميع ناحية القدر ، الخبزات ماعت واختلطت ببعضها والخيوط إنفلتت من أماكنها .
وقفنا نحدق بوسط القدر ثم ننقل نظراتنا ناحية العم محمد .
قال العم موجهاً سؤاله لي - كم عدد خبزاتك ؟
لم أكن أعرف عددها . قلت - ثلاثين .
قال آخر - خبزاتي عشرة .
قال آخر - عشرين .
تصاعد اللغط .
خرجت جارتنا العجوز أم حسين تبحث عن بيضة بطتها ، لم تجدها .
قالت مخاطبة نفسها - أين إختفت البيضة ؟
أدارت عيونها حول المكان ثم إستقرت عند الدكان حيث نقف . تقدمت ناحيتنا ، ناحية جيبي المنتفخ .
فغر العم فمه متعجباً من أعداد الخبز المفترضة . هز رأسه غير مصدق .
فتحت الست عواطف الباب وهي تمسك بيدها قدر صغير .
قالت - عمو محمد ، بنصف دينار باقلاء .
ردد العم - منصور يا أبا الحسن !
ركضنا جميعاً ناحيتها وخلفنا العم محمد ، كنت أسرعهم ، كدت أصطدم بأثدائها من شدة التدافع ، خطفت منها القدر وزعقت بوجه العم - بنصف دينار باقلاء .
ملأه العم حتى عنقه . 
أخرجت من جيبي بيضة البطة ووضعتها بالقدر . 
مشيت ناحيتها بحذر محاولاً أن لا تنكسر .
أمسكتني أم حسين وهزتني بقوة - أين البيضة ؟
إنكسرت البيضة داخل القدر وطفت سوائلها كالمخاط وغطت الباقلاء .
- أين البيضة ؟
أقسمت لها بأغلظ الأيمان بأنني لم أر بيضتها .
رفعت حاجبيها متعجبة ، بحثت بجيوبي ، لم تجدها ، رددت مع نفسها .
- رأيتها بجيبه ، أين أخفاها ؟
نظرت الست عواطف بمحتويات القدر ، مطت شفتيها باشمئزاز وقالت .
- ما هذا ؟
قلت - باقلاء بالبيض .
زعقت عواطف - عمو محمد ، ما هذا ؟
جاء العم يركض ، نظر بالقدر ، مد إصبعه وتذوقه وقال .
- منصور يا أبا الحسن ، بيضها منها وبها .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق