احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

مكتبة فيرمونت



في ڤيرمونت ستي ، مكتبة ظريفة ، أمين المكتبة رجل تجاوز السبعين من عمره ، حكيم وثعلبي المظهر ، تساعده ( مس بيلا ) الكاتبة ، ليس بما كتبته من أعمال ، بل لقدرتها على حفظ كل القصص في المكتبة ، فهي تستطيع أن تتذكر ما تحويه أية مخطوطة مركونة على الرف وتحدثك بثقة منقطعة النظير عنها ، كما أن هناك شاعر في الخمسين من العمر ، يعمل كمنسق للمخطوطات ومنظف أيضاً .
سمعت كثيراً عن تلك المكتبة من جاري ( مارك ) ، وهو كاتب قصص قصيرة جداً يشبه في كثير من النواحي الكاتب الغواتيمالي ( مونتيروسو ) ، لكنه لم يستطع نشر أي من قصصه الجميلة والمقتضبة في المجلات الأدبية ، أو إخراجها على شكل كتاب ، لكنه رغم ذلك يعتبر نفسه كاتباً من طراز فريد ومختلف ، بحيث لاتجروء أي دار نشر على تقديم أعماله .
قال بتهكم - نحن كتاب الگراوند زيرو نشبه لاعبي كرة السلة في الشوارع ، نحن الأفضل لكن لا أحد يهتم .
سألته - كم كتاباً لديك ؟
قال - لدي عشرة كتب في مكتبة ڤيرمونت .
قلت - كنت أظن أنك لم تنشر شيئاً ؟
قال - أقصد عشر مخطوطات ، مكتبة ڤيرمونت لا ترفض أي عمل مكتوب ، إنها وجدت من أجل الأعمال التي لا تجد ناشراً .
تنهد ثم غمغم - في تلك المكتبة ستجد كتباً أجمل وأروع من جميع ما كتبه بروست وجويس وشكسبير ، كتب لم يطلع عليها أحد سوى كاتبها و ( مس بيلا ) .
نظر بعيني لبرهة وأكمل - أعرف أنك لا تفعل شيئاً سوى كتابة القصص ، لكنك لم تفلح بنشر واحدة منها ، نصيحتي لك أن تضعها في مكتبة ڤيرمونت حتى لا تضيع .
في الصباح ملأت حقيبتي بمخطوطات قصصي وأخذت الباص الى المكتبة .
كانت المكتبة على مرتفع من الأرض ، مبنية على الطراز القوطي ، في البداية ظننت أنها مشفى للأمراض العقلية ، لمنعتها وتحصينها ونوافذها القاتمة ، لكن زال شكي حينما قرأت القطعة التي تشير الى أنها مكتبة ڤيرمونت .
كنت أظن أنها صغيرة ومقتصدة ،لكنني وجدت مكتبة هائلة ، فيها سبع قاعات ضخمة كل واحدة تختص بنوع من الأدب كالقص والبحوث والفنتازيا والرعب والمطابخ والقصاصات .
في القاعة الرئيسية لمحت أمين المكتبة العجوز يجلس بين ( مس بيلا ) والشاعر الخمسيني النحيف .
كان ثلاثتهم ينظرون لي بفضول .
فضلت أن أتجول في القاعة قبل أن أسلمهم مخطوطات قصصي .
كانت مخطوطات المكتبة مجلدة ونظيفة ومرتبة حسب الحروف الأبجدية ، تجولت طويلاً في القاعة فسمعت أمين المكتبة يقول .
- إنه يشبه ( لافكرافت ) ، مظهره مظهر ساحر من عريبيا .
قالت مس بيلا - لا أريد مخطوطة من جلد البشر ، إن ذلك مريع ؟
قال الشاعر - لكم أود الحصول على تلك المخطوطة ، لغة السحرة تشبه لغة الشعراء ؟
قال أمين المكتبة - أنا بشوق لمعرفة ما تحويه مخطوطاته ؟
قالت مس بيلا - ماذا يأتي من عريبيا غير السحر والتعاويذ ؟
قال الشاعر - إخفظوا أصواتكم إقترب منا ( الحظرد ) ؟
إقتربت منهم وأنا أحاول رسم إبتسامة مريحة على وجهي .
أردت أن أبتدأ الحديث ، لكنهم جميعاً قالوا .
- نعرف لم أنت هنا ، إعطنا المخطوطة ؟
فتحت حقيبتي وناولتهم الأوراق ، بقوا لدقائق يحدقون بها بذهول ، فكما يبدو أنهم لم يروا بحياتهم مخطوطة مكتوبة بالقلم الجاف وباللغة العربية .
إرتسمت على وجه أمين المكتبة إبتسامة لا معنى لها وقال .
- إنها مخطوطة جميلة جداً ، جميلة جداً ، لم أر بحياتي مثل هذا الخط ؟
تلقفها الشاعر وقال - تشبه التعاويذ ؟
قالت مس بيلا - تشبه النقوش الموجودة على السجاجيد الفارسية ؟
قال أمين المكتبة وهو يزّم شفتيه - إنها جميلة ، لكن عليك ترجمتها لنفهم ما فيها .
قالت مس بيلا - ليس لدينا قسم عربي في المكتبة للأسف .
قال الشاعر - عن ماذا تتحدث قصصك ؟
قلت - عني .
- لهذا لم تجد ناشراً .
قالت مس بيلا - لا تحفظ أي مخطوطة في المكتبة إذا لم أطلع على ما فيها ، وأنا لا أعرف لغتك .
وضعت الأوراق بحقيبتي وخرجت وأنا أشعر بتفاهة ما أفعله .
عند مدخل المكتبة تستقر حاوية أزبال ، رميت بها الحقيبة وواصلت سيري .

* ( لافكرافت ) كاتب رعب أمريكي إختلق شخصية الساحر ( عبد الله الحظرد ) 
وكتاب ( العزيف ) .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق