احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

سمكة بلا ذيل


- خير ، اللهم إجعله خيراً ، زارني المرحوم في الطيف وأخبرني انه يشتهي ....
كنت أقضي معظم الصيف عارياً ، أكتفي بالبنطال ، أتجول في المنزل بحرية ، وأحياناً أقف بالباب أتجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء حتى يحين موعد الغداء .
- هم تمن ومرق ؟
هكذا أزعق حينما أرى المائدة الفقيرة التي لم أبذل أي جهد ، لا بجلبها ولا بطبخها .
فنحن كعائلة كنا نأكل جيداً حسب ورود الأحلام على أحدنا ، كأن يزور جدي في الأحلام واحداً منا ويخبره بأنه يشتهي دولمة أو طرشانة أو ديك ، وكان أكثرنا احلاماً هو أبي ، وغالباً ما تأتيه الأحلام ليلة الخميس ، فينصب في الجمعة مائدة عامرة بما لذ وطاب ، أما في بقية الأيام فنحن نكتفي بالتمن والمرق ، خاصة حينما لا تأتي الأحلام لأحدنا .
نظرت الى طبق العدس الذي تطفو بداخله عظمتين شاحبتين وقلت .
- خير ، اللهم خير ، زارني جدي ليلة أمس .
تنبه أبي ورفع حاجبيه ، كفت أمي عن غزل الصوف ، توقفت الفكوك عن قضم الخبز .
- أخبرني جدي انه يشتهي سمكة ( گطان ) .
دمعت عيون أبي وترحم على جدي ، ثم تهامس مع أمي لوقت طويل ، فسمكة ( الگطان ) غالية جداً وسعرها يلتهم عشر الراتب الذي يقبضه أبي .
وضعت ( الرشاد ) داخل الخبز وغمسته بالعدس .
- مع الطرشي والحامض .
تحسس أبي محفظته وعد نقوده .
- خير ، اللهم خير ، جدي يريدها كاملة ومشوية بالتنور .
كانت ( رازقية ) بائعة السمك تعرفني جيداً ، فهي جميلة وشابة ، تكبرني بعدة أعوام ، ومتخصصة ببيع الأسماك الكبيرة ، ك الشبوط والگطان والبني ، وكنت أحوم حولها دائماً .
لا أدري ان كنت أعشقها أم أعشق أسماكها الكبيرة .
أجلس قبالتها وهي تشير للأسماك .
- هذا بخمسة وعشرين ، هذا بعشرين .
ثم تضحك مني - أنت ما عندك ولا فلس .
سبقت أبي ناحية ( رازقية ) ، كانت تضع على حصيرتها سمكتان ، واخدة بذيل والأخرى بدون ذيل .
ابتسمت حينما رأتني وسألت أبي .
- هذا إبنك ؟
قلب أبي السمكة البتراء الأقل سعراً من الأخرى بسبب التشوه الذي أصابها .
نظر ناحيتي بقلق وعد نقوده وسألني .
- المرحوم جدك راد الگطان بذيل لو بدون ذيل ؟
قلت - بدون ذيل ، مع الطرشي والحامض !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق