احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

م و


أصدقكم القول بأني لم أكن أرغب في العيش بين الهنود الحمر، فهم قوم سكيرين وأنا بطبعي لا أحب السكارى، لكن صديقي في العراق الدكتور حبيب المختص بالأقوام البدائية والشغوف بطرائق عيشهم وثقافتهم وخطبهم الح علي بأن أساعده ببحثه وأعايشهم عن قرب وأكتب له انطباعاتي عنهم ليضمنها دراسته.
كان يتصل بي كل يوم، يأتيني صوته الخافت والمتعب من وراء المحيطات.
- إفعل هذا من أجلي.. أرجوك؟
نعم يا ملعون.
- حاول أن لا تكذب أرجوك.. فأنا أعرف أنك ولدت دون طحال؟
- هممم..
كانت محمية الهنود الحمر غير بعيدة عن المدينة التي أعيش بها، وكنت غالباً ما أذهب الى هناك أشتري منهم الدخان الرخيص، فهم مختصون ببيع كل أنواع الأدخنة والنرگيلات والميروانا القانونية، لكنني لم أجربها (الميروانا) كثيراً لكونها تجعلني أرتعش من الخوف كلما أخذت منها نفسين.
سألت البائعة السمينة ذات الأثداء الضخمة والتي لاتشبه الهنود الحمر لا من قريب أو بعيد عن أفضل نوعية ميروانا لديهم.
رمقتني بعينين عسليتين وأشارت الى كيس كحوصلة طير سمين.
قلت- هذه النوعية تسبب لي بارانويا؟
خرجت المرأة من خلف الكاونتر وأثدائها ترتج ومدت أصابعها حول خصري وتحسست طحالي.
قالت- لا عجب، فأنت بدون طحال؟
- هممم..
- طيز مثلك بدون طحال عليه أن يجرب هذا؟
مدت إصبعين من أصابعها بين ثدييها وأخرجت كيساً كحوصلة فرخ بط ولوحت به أمامي.
خمسون دولاراً؟
بلعت ريقي وفتحت محفظة نقودي ولم يكن بها غير عشرين دولاراً.
قلت- عشرون يا سيدتي؟
قالت- لم أر بحياتي طيزاً غبياً مثلك، لكن لا عتب عليك فأنت بدون طحال!
سارت بسرعة لا تتناسب مع حجمها الكبير وتناولت مجرفة الثلج وطلبت مني أن أرفع الثلج من أمام وحول الحانوت حتى تسامحني بالباقي.
سألتها أن آخذ نفسين على الحساب قبل أن أبدأ العمل.
رفعت شعرها عن صيوان أذنها وإستلت صاروخاً مخيف الحجم، أشعلته وقدمته لي.
أخذت منه نفسين عميقين خزنتهما برئتي لدقيقتين ففار دمي وعاودني نشاطي فتناولت المجرفة وأخذت برفع الثلج وفتح الطريق للسيارات، نظفت ما حول الحانوت بهمة شاب إبن العشرين لا يناله تعب ولا برد، واصلت التنظيف حتى الشارع العام ومنه توغلت ناحية مركز الإطفاء والمدرسة والشرطة والمرور ومركز التسوق وبيت المسنين.
إستغرقني العمل تماماً فلم أنتبه لغروب الشمس ولا للمرأة الضخمة التي وقفت قدامي وهي تقهقه وتقول- ماذا تفعل؟
مسحت العرق البارد عن وجهي وتبسمت بوجهها معتذراً عن رداءة العمل.
ردت وهي تمط شفتيها- لابد أن دماء الهنود تجري بعروقك، فهم بدون طحال أيضاً!
رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالدكتور حبيب.
- دكتور.. إكتشفت أن الهنود يولدون دون طحال!
هممم!
لا أظن أن أحدكم صادفه مثل هذا الأمر من قبل، لكن اذا حدث والتقيتم برجل دون طحال فأعلموا إن دماء الهنود الحمر تجري بعروقه.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق