احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

صيد


أضرب لكم مثلاً رغم أن الأمثلة تضرب ولا تقاس، ففي هذا البلد وهو قارة كبيرة كما تعرفون، وناسه شرهين محبين للطعام، واحدهم يأكل خنزيزاً كاملاً في ليلة واحدة ويشرب أرطالاً من النبيذ دون أن يتجشأ ويحمد الله على نعمته، وذلك يعود لضخامة أجسادهم وصلابة عودهم وحبهم للحم، عكسنا نحن العراقيين فنحن صيادون بالفطرة والصياد خفيف اللحم سريع الحركة حاد النظرات، فهو يرى القطاة في الظلمة ويصطاد الصقر في السماء ويقتل الخنزيز بطلقة واحدة ثم يرميه للوحوش الجائعة.. 
كما حدث معي ذات يوم.
كنت في واحدة من رحلات الصيد الموسمية، في غابة (أراجوس) المتروكة وهي من أعمال ولاية الينوي الشمالية حيث تكثر فيها الخنازير البرية بشكل مخيف، وتبدأ بالنزوح للمدينة ومهاجمة الناس المسالمين، لذلك تعمد الكنائس على قرع الأجراس بإستمرار وطيلة اليوم على أمل طردها وتشويش حواسها، لكن ذلك لم يمنع الخنازير القوية من الوثوب على الناس ومهاجمتهم وتدمير ممتلكاتهم.
ولكوني رجل محب للصيد بالفطرة، فقد دخلت أراجوس متسلحاً بدعوات شفيع الصيادين وحاميهم القديس (هيفالو) وبندقيتي وخبرتي الطويلة في الصيد وتوغلت في الغابة الخانقة وأخذت بقتل أي خنزير يصادفني حتى نفدت ذخيرتي دون أن ينقص عدد الخنازير كثيراً وكأن كل تلك الجثث التي تركتها خلفي مجرد جثث ثعالب وضرابين، حتى قابلني خنزير لم أر بحياتي ولن أرى شبيهاً له، كان ضخماً كجاموس الهور وقوياً كثور الحقول وعنيداً كبغل جبل.
حفر الأرض بأضلافه وزفر هواءاً حاراً كاد يحرق الأغصان اليابسة، فلم يكن أمامي الكثير لأفعله بعد نفاد ذخيرتي، أما الهرب وتسلق واحدة من الأشجار طلباً للنجاة أو مواجهته.
صياد مثلي جاء من بلد المنتفق لا يهرب ولا يعطي ظهره لحيوان مفترس، لذلك قررت مواجهته، فالصيادون لا يخلون من بعض الحيل والمخارج، 
قلت- تعال الي أيها النجس؟
كنت أحمل بجيبي بعض من بذور الشوفان، وتلك البذرات لم لا يعرف عدو الخنزير الأول فهو لا يرعى ولا يعيش قريباً من حقول الشوفان لو مات جوعاً.
هجم علي من مسافة بعيدة فقذفته ببعض منها، شم رائحتها فخفف من إندفاعته، ثم قذفته بما تبقى منها فتوقف تماماً قرب قدمي وهو يعطس وعيناه تدمعان.
شعرت بالإشفاق عليه وتركته يذهب حتى يخبر رفاقه بما لاقاه ويحذرهم من الدنو من ولاية الينوي وضواحيها ففيها شوفان كثير.
حينما عدت للمدينة أخبرت القس جيلبرت بالقصة وطلبت منه الكف عن قرع الأجراس المزعج فلا خنازير ستهاجم رعاياه بعد الآن.
القس جيلبرت حدق بوجهي غير مصدقاً وقال.
ستعطيك الكنيسة كل ما تطلب أيها الصياد الشهم؟
قلت- إشعل شمعتين من أجل شفيعي القديس هيفالو؟

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق