لما كنا برفحه كان ويانه واحد اسمه عباس طياره. عباس لا طيار ولا أي شي بس كان عريف بالقوة الجوية ودائماً يحجي عن الطيارات والطلعات الجوية. يلبس بجامة زرقة وعنده عتوي أزرق، فد يوم اختفت دجاجة (مو زرقة) من التعيين مالتنه فرحنا وشكلنا لجنة تحقيقية وبحثنا عن مصير الدجاجة المفقودة... ما لكيناها كالعادة.
ثاني يوم اختفى فخذ خروف كامل من التعيين كان (أزرق) من الحر.
شكلنا لجنة تحقيقية كلهم لابسين بجايم زرق. اللجنة ضمت كل من كاظم جلاب وعلي قزموز وحسين ابن الزوار.
اللجنة بحوشت كل الخيام وقلبت كل القدور والطناجر والطاوات والغضارات والمنكاسات.. لم تجد شيئاً لحمياً. وجدت عظماً شاحباً بشبه فخذ الخروف المفقود قرب خيمة الرفيق عبد علي.
عبد علي أنكر عائدية العظم له وأقسم بالنفري والبسطامي وبشر الحافي بأنه نباتي لايأكل البيض فكيف له بأكل فخذ خروف.
عبد علي يلبس بجامة خضرة.
رحنا وشكلنا لجنة من الشرطة والمسلكيين. كانوا يلبسون بجايم خاكي. 
انتظرنا حتى المساء حيث كانت السماء زرقاء ملطخة ببقع معجون كبجامة عباس طيارة.
تسلل عباس من بين الخيام وأطلق الخيط لطيارته الورقية والى جانبه يقف العتوي الأزرق.
العتوي مدرب على سرقة واللحوم والدجاج لكنه يقف عاجزاً أمام الأجبان، كلما يلمح قوطية جبن يخطفها ويختل في الزبل ويأكلها، لا ندري كيف يفتحها؟
اللجنة البوليسية ذوي البجايم الخاكي كتبوا تقريراً لرئيس اللجنة كاظم جلاب. أوضحوا به ان الشكوك تتجه ناحية عباس طيارة والعتوي.
وكانوا محقين بذلك، ف العتوي كان سارقاً وقصاباً من الدرجة الأولى، فهو يستيقظ في ساعات الصبح الأولى يمشط شعراً مبلولاً كما يقول سعدي ويسطو على الصدور والأفخاذ ولكونه يحب الجبن فقط فهو يعطيها (الأفخاذ) بطيب خاطر ل عباس طيارة فيقوم عباس بقشط اللحم عن العظم على شكل شرائح رقيقة. يرمي العظمة بالقرب من خيمة الصوفي الدجال عبد علي ويرسل شرائح اللحم عبر خيط طائرته الورقية الى الأشباك المجاورة الى صاحب مطعم كباب السعادة المفرحة حيث نفر الكباب مع الطماطة والحبشكلات بهللة واحدة وكللووش بحيث يمكنك أن تأكل نفرين وتطلق زغروطة طويلة أمام صاحب المطعم الصارم التقاسيم.
زغروطتك مقياس تعبر به عن مدى لذيذ الكباب وجودته فاذا كانت صارخة ورفيعة وطويلة فهذا يعني ان الكباب جيد، اما اذا كنت تلبس بجامة بيج مثلي وزغروطتك واطئة ومنخفظة.
إعلم ان كاظم جلاب ولجنته ستنظر بعين الشك اليك.