تقدم ناحيتي شخص أبيض متين البنيان قوي البنية بشكل لا تخطئه العين وعرض علي خمسة دولارات من أجل أن أساعده في تشغيل سيارته، فكما يبدو أن بطارية سيارته ضعيفة وتحتاج الى شحن.
رفعت نظري اليه. أمريكي عادي أو ما نطلق على تسميته asshole.
أومأت بالإيجاب وحركت سيارتي حيث يجب أن أقف قبال سيارته المتهالكة.
كان يتصرف معي بعصبية وعنجهية وذلك لكونه سيدفع لي دولاراته الخمس المضحكة وهذا يعطيه الحق بأن يكون ثقب طيز بلا منازع.
جاورت سيارته العاطلة وفتحت غطاء المحرك.
ناولني الكيبل دون أن ينظر بعيني فهو قد إشتراني بخمسة دولارات.
كنت أضحك بسري فأنا أردت أن أساعده فقط، لا طمعاً بنقوده التافهة أو أي شيء آخر، فأنا لطالما تعرضت لمثل هذا الموقف وقد تبرع الكثير من الناس بمساعدتي عن طيب خاطر.
ربطت الكيبل ونظرت داخل سيارته.
كان هناك طفلتان وامرأة حدست أنها زوجته وطفلتاه. إبتسمت الزوجة بعذوبة وحيتني الطفلتان.
كانت سيارتهم العتيقة والمتهالكة تحتاج الى وقت طويل حتى تنهض.
جاء الي ودس بجيبي دولاراته الخمسة البائسة.
قلت- أنا لا أفعل هذا من أجل خمسة دولارات.
رد- من أجل ماذا اذا؟
قلت- لا لا شي. فقط من أجل المساعدة.
لم يعجبه كلامي، لم يعجبه أني لم أقبل نقوده التافهة.
حاول أن يضغط على سيارته من أجل أن تنهض سريعاً.
قلت- إتركها لعشر دقائق من أجل أن تأخذ كفايتها من الشحن؟
تحرك بقلق وعنف زوجته وصرخ بوجه أطفاله ثم عاد الي وحاول أن يقنعني بتقبل الخمسة دولارات.
رفضت عرضه وأخبرته:
متعتي الوحيدة أن أساعد الآخرين دون مقابل.
ضرب سقف السيارة بعنف وذهب ناحية زوجته وتهامس معها وهو يصر على أسنانه.
بعد مرور وقت طويل لم ينجح بتشغيلها.
قلت- اسمح لي؟
دخلت سيارته ضغطت على دواسة البانزين وأدرت المفتاح فنهضت السيارة ودار المحرك.
إرتسمت على وجهه البليد والقوي ابتسامة بلهاء وأخرج محفظته وأضاف خمسة دولارات أخرى.
- عشرة دولارات، هل هذا جيد؟
قلت- كلا طبعاً لن أقبلها، فأنا أفعل هذا من أجل أطفالك وزوجتك وليس من أجل نقودك.
إبتسمت بوجهي زوجته الذي ظنت أني هندي وحيتني بتحية الهنود الشهيرة، صفت كفيها قريبا من فمها ومن أنفها وغمغمت.
- نامستيه. 
قلت- أوك.
- هل هكذا يقولونها في بلدكم أم أني مخطئة؟
قلت- بالضبط.