في الزمان القديم ، كان البط يبيض مرة واحدة في السنة ، وكان الناس لا يعرفون طعم البيض ، لكونهم لا يأكلونه . 
لو سألت أحدهم عن فائدة البيض ، سيحك رأسه ويقول .
- من أجل فراخ البط .
أو يقول - ما هو البيض ؟
ليس هناك الكثيرين من الناس رأوا بيضة بحياتهم ، نعم انهم يأكلون البط ، يحبون لحمه الطري اللذيذ ، لكنهم لا يأكلون بيضه ، فهو غير متوفر أو غالي الثمن جداً .
الوحيد الذي يعرف طعمه هو راعي البط ... اقرأ المزيد

منذ أن غادر قبل أربعين عاماً لم ينقطع عن الكتابة لي .
كانت رسائله تصل باستمرار ، يذكرني بالبحر المحيط بمدينتنا والجسر القديم وخزان المياه ، وكيف كنا نستحم بالبحر ثم نغسل أجسادنا من الملح العالق بها تحت الخزان .
أحياناً يكتب عن البساتين المخيفة حيث كنا نطارد أسراب الحمائم البرية ، ثم يعرج على أصدقاء طفولتنا ويتذكرهم واحداً بعد الآخر .
يتذكر تفاصيل لم أعد أراها حولي . تفاصيل غاية في الصغر .
كنت أفكر ، كيف له أن يحتفظ بذاكرة متوهجة هكذا رغم ... اقرأ المزيد

الولد الأزعر القشتمر في أيام الملوك والسلاطين الحق ، كانت البقرة تحلب سطلين والجاموسة تجر محراثين والشاطر يصنع من الحبة قبة . راح الولد الأزعر القشتمر يجري في الحقول ، عثر على رطبة نصفها أحمر والنصف الثاني أصفر ، وضعها بجيبه ومشى ناحية ( الدّباس ) اللي يحول التمر الى دبسة . قال . - عمي يدباس ، خذ هاي الرطبة ؟ كان الدباس يجلس وسط أطنان من التمر ، مسح بوزه وقال . - أرميها مع التمر . رماها الولد الأزعر القشتمر ومشى ، أخذ ... اقرأ المزيد

جيوب مثقلة بالحلوى والماس
كنت أحب الحلويات وصناعة الماس ، وكان علي أن أطور قابلياتي للحصول على الأثنين معاً دون أن أدفع فلساً واحداً .. بالحقيقة لم أكن أمتلك مالاً لأدفعه مقابل تلك الأشياء الثمينة . لذلك لجأت للكتب كي أحلّ المعضلة ، فتمتليء جيوبي بالماس وفمي بالحلوى . بعض الكتب أرشدتني الى أماكن الماس والأحجار التي يختبأ بها وكيف يتكون وينشأ . إنه هناك في المناجم ، في سيبيريا مثلاً أو في سلسلة جبال حمرين . أما عن الحلوى فهي تكمن في دكان الزاير ... اقرأ المزيد

عند نهاية الشتاء تنزل الثلوج أكثر من المعتاد ، تصبح كل الأشياء بيضاء ، الأرض والعشب والأشجار ، في وسط الثلج وجدت عصفوراً مقروراً يرتجف من الجوع والبرد والوحدة ، حملته الى الداخل ، وضعته في سلة الملابس حتى استعاد عافيته وذاب الثلج عن ريشه ، أطعمته سمكاً فهو رفض جميع ما قدمت له من طعام ، لم يتناول سوى السمك ، السمك غال ، ميزانيتي لا تكفي منقارين ، لذلك طلبت من بائع السمك أن يحتفظ لي بالسمك الفاسد ... اقرأ المزيد

في قصة بورخيس ( المرآة والقناع ) يطلب الملك من شاعره أن يخلد انتصاره في المعركة بقصيدة خالدة ومنحه سنة يتفرغ بها لكتابة تلك القصيدة .
الشاعر العظيم الملم بتاريخ بلاده وأسلافه ، العليم ببحور الشعر وأغراضه ، فرجيليوس عصره عمل على قصيدته بدأب ودراية وحينما دار الحول حضر عند الملك وقرأ له القصيدة ، هز الملك رأسه إستحساناً ، هز من حضر رؤوسهم إستحساناً ، حتى من كان في نهاية القاعة ولم يسمع حرفاً من القصيدة إستحسن ما قاله الشاعر .
كافأه ... اقرأ المزيد